بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، هو الذي خلق الإنسان من سلالة من طين، ثم جعله نطفة في قرار مكين، فسوَّاه وعدَّله في أحسن تقويم، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، المعلم الأول والهادي إلى طريق الحق المبين، وعلى من سار على دربه واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن الله تعالى علم الإنسان، وجعل رتبة تعليم القرآن وقيمته أعظم درجة من رتبة خلق الإنسان، ولذلك قدَّم تعليم القرآن على خلق الإنسان، مع أن خلق الإنسان يسبق التعليم زمنًا وتاريخًا، فقال سبحانه وتعالى: ]الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان[ [سورة الرحمن: 1-4] .
واكتملت الرسالة السماوية ببعثة النبي صلى الله عليه وسلم الذي أرسله ربه رحمه للعالمين، وحجة على الخلائق أجمعين، ففتح الله به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا، فكان خير موجه، وأرقى مربٍّ، وأشرف معلم.
أبنائي الطلبة جددًا وقدامى:
يطيب لي أن أرحب بكم في هذه الصفحة الإلكترونية الخاصة بكلية التربية، آملًا أن تلبي صفحتنا متطلباتكم واحتياجاتكم من المعلومات القيمة بتخصصات الكلية وأساتذتها، والإرشادات الخاصة، والتوجيهات العامة.
إننا نؤمن أن صناعة الإنسان الفلسطيني على أعين أمينة ومخلصة هي أعظم شيء يمكن أن نقوم به في الحياة، وهي ثمرة لجهود الأنبياء ومن ورثهم من العلماء والمربين؛ لأنه يمثل بناء الإنسان المثقف الواعي، وتحصينه فكريًّا وثقافيًّا من أي آفات غريبة عن عاداتنا وتقاليدنا العربية الموروثة.
لذلك عكفنا في كلية التربية على اعتماد برامج تعليمية متطورة، ومقررات نوعية، تلبي احتياجات المجتمع محليًّا وإقليمًّا ودوليّا، وهذه البرامج تخضع للتقييم والتقويم باستمرار، لمواكبة التحديثات العالمية، ومواصلة النهضة التربوية الشاملة.
وتتميز الكلية باستقطاب أصحاب الكفاءة من المدرسين القادرين على صقل مهارات الطلبة في المجالات العلمية والعملية، لتخصصي التعليم الأساسي واللغة الإنجليزية، وقد أولينا اهتمامًا كبيرًا بالجوانب التطبيقية العملية إلى جانب اهتمامنا بالجوانب النظرية؛ لنصل إلى تجسيد لوحة متكاملة من جودة المخرجات التعليمية؛ لتكتمل صناعة كوكبة من المعلمين الأكْفاء القادرين على حمل رسالة التربية، والقيام بمهمة التعليم ونقلها إلى الأجيال القادمة بأمانة وإتقان، والمتمسكين بالقيم التربوية، والقادرين على مواجهة تحديات المستقبل والتغلب عليها.
آملين من الله تعالى أن يسدد خطانا للوصول إلى تحقيق أهدافنا بإعداد جيل يسهم في خدمة دينه ومجتمعه ووطنه، ويكون له دور في مشروع النهضة التربوية الشاملة حتى نصل إلى مرحلة التحرير الكامل للوطن والإنسان.